الإعلانات ببساطة هي رسائل بصرية أو مكتوبة موجّهة للترويج لخدمة أو منتج. حيث يقوم أصحاب المشاريع بدفع الأموال لأصحاب المنصات والقنوات التي تستهدف ذات الفئة التي تستهدفها هذه الرسائل لعرضها وتقديمها عليها.

أكبر تحدّيات الإعلانات هو التأكّد من توافق الرسالة المضمّنة فيها مع الأفراد المستهدفين، والقدرة على قياس قيمة فحوى الإعلان.

 

 

أما الحملات التسويقية فهي مجموعة من الإعلانات المتشابهة التي تحمل ذات اللحن والسمات، فلنقل أنها ذات فكرة الإعلان، ولكن بعدّة نسخ.

والمزية الأهم في الحملات التسويقية عن الإعلانات المنفردة هو قدرتها على ضخّ نفس الفكرة بأوجه وطرق مختلفة على منصّات متنوعة ولمدد طويلة دون أن تكون متكرّرة أو مبتذلة للمستهدفين.

بكلمات أخرى دعونا نوضح الفرق بين الحملة الإعلانية والحملة التسويقية الشاملة:

الإعلان: هو عبارة عن مادة ترويجية يتم تقديمها لخدمة غرض محدد، ولنشر رسالة معينة.

 

 

الحملة التسويقية: هي عبارة عن مجموعة مكثفة من الإعلانات والتي تكون متكاملة ومتسقة لخدمة غرض معين، وتوصيل رسالة تسويقية لخدمة علامة تجارية معينة.

لماذا تهم الحملات التسويقية على أية حال؟

من أشهر الحملات التسويقية الناجحة وحتى أصغرها وأقلها انتشارًا، تساهم جميع الحملات بالكثير لرسم الصورة النهائية لرسالة العلامات التجارية، وتتفق جميع الحملات في عدة فوائد، وعليها يُقاس نجاح الحملة من عدمه.

1) رفع معرفة الجمهور بالعلامة التجارية

لا يهم المنصة التي تمرّر العلامة التجارية رسالتها خلالها. ما يهم أنها ستعرض نفسها ورسالتها على جمهورها بشكلٍ أو بآخر، عندها يصبح هذا الجمهور أكثر ألفةً وتأثّرًا بهذه الشركة، ويصبح أكثر ميلًا للوثوق بها واختيارها.

المحطة التي تليها هو أن يصبح هذا الجمهور -الذين بدأوا كمجرد مشاهدين للإعلانات- جيشًا مخلصًا لهذه الشركة المعلنة، وبوعيٍ أو بدون وعي، يبدأون في مشاركة واقتراح هذه العلامة التجارية بالذات لدوائر ثقاتهم من الأهل والأصدقاء والمعارف، والذين بدورهم يقومون بالمثل.

 

 

الحملة الجيدة هي التي تدفع المشاهدين للحديث والمشاركة والتفاعل -الإيجابي بالطبع!

اقرأ أيضاً: دليل التسويق عبر تيك توك (دليل سهل للمبتدئين)

2) قليلة التكلفة نسبيًا

طالما أنك لا تحاول الإعلان لشركتك على منصّات الألعاب الاولومبية، فلازالت في أمان، ولديك الفرصة لإطلاق حملة تناسب ميزانية جيبك!

المميز في الحملات هو أنها تحت طوع مساحتك المالية، ويمكنك دائمًا الحساب لها قبل إطلاقها في الساحات -خصوصًا الرقمية- التي يمكن دائمًا الدمج بينها وإعادة مشاركتها عبر القنوات المختلفة.

3) تجذب عملاءً جددًا

الهدف من الحملة التسويقية هو أن تجذب المزيد من العملاء المحتملين، وتتفاعل معهم على المنصات المختلفة؛ ولتحظى في النهاية بردود أفعال إيجابية بنّاءة.

العنصر الفائق في الحملات التسويقية هو أنها ذات تكرارية عالية، بحيث ترى إعلانًا مطبوعًا بطرف عينيك في محطة المترو، ثم تجد مثيلًا له في تصفّحك فيس بوك، ثم تتمّه بالإعلان العابر في فواصل برنامجك المفضل على التلفاز وهكذا.

 

 

هذه التكرارية ترسّخ في عقول المتلقّين شيئًا من الموثوقية والقيمية، ما يعني أنك ستفكر حتمًا في أنك ضمن شريحتهم المستهدفة وأنهم يملكون شيئًا يعنيك أن تمتلكه.

وبفضل الإنترنت، تصبح الشركات والعلامات التجارية أمام بحور من الفرص لاستهداف والتفاعل مع عملائهم المنشودين.

أشهر الحملات التسويقية الناجحة

1) حملة نايكي – “Nike: “Just Do It

نوع الحملة: متلفزة ومطبوعة و إلكترونية

إذا لم تكن هذه الحملة من أشهر الحملات التسويقية الناجحة التي غيّرت وجه العالم، فلا أعرف ماذا قد تكون!

في يومٍ من من الأيام، ظهرت موجة من الهوس بالرياضة والرشاقة، وتنبّه عباقرة التسويق في نايكي أنهم بحاجة لاستغلالها في التفوّق على منافستها اللدودة Reebok التي كانت في ذلك الوقت تبيع أحذية أكثر من نايكي.

وبهذا، وفي أواخر الثمانينات من القرن الماضي أطلقت نايكي حملتها الأشهر وهي “Just Do It”. جملة قصيرة وموجزة، وجدت صداها في نفوس جمهورها المستهدف، وكانت السبب أن ارتفعت أرباح نايكي من 800 مليون إلى 9.2 مليار دولار.

لازالت هذه الجملة البسيطة هي الشعار الرسمي للعلامة التجارية من حينها.

الدرس المستفاد: تحديد المشاكل والتحديات التي يواجهها الجمهور

عندما تفكّر في الطريقة المثلى لتقديم علامتك التجارية، اسأل نفسك عن التحديات والمشكلات الأكبر التي يواجهها العملاء في الجانب الذي تقدّم فيه خدمتك، وكيف تساهم منتجاتك في حل هذه التحديات.

كان الجمهور المستهدف لنايكي يرغبون في تلك الدفعة الحماسية التي تهزم صوت تردّدهم أو الكسل أو الإحباط من تحقيق أهدافهم الرياضية. جاءت نايكي بذلك الشعار الموجز لتخبرهم ببساطة أن كل ما عليهم فعله، هو أن يفعلوا ما عليهم فعله!

 

 

عندما تتوصّل إلى هذه النقطة الهشة لاحتياجات جمهورك، ستتمكّن من التواصل معهم على مستوى أعلى من مجرد البيع والشراء.

2) حملة Coca-Cola: Share a Coke

نوع الحملة: مطبوعة.

هل تذكر عندما كنت تأتي عند ثلاجة المشروبات الباردة في المتاجر وتجد قنينة تحمل اسمك؟ نعم هي تلك!

عندما تكون العلامة التجارية كبيرة بالفعل، يكون هناك ضغط ضمنيّ عليها في أن تصنع شيئًا يوافق حجمها. لكن عندما تكون الشركة بحجم كوكا-كولا، فينبغي أن يكون الشيء استثنائي.

في استراليا عام 2011، أطلقت كوكا-كولا حملة تسمّى «Share a coke»، وهي أن وضعت أكثر 150 اسم شائع في البلاد على قنينات المشروب الغازي. تبعتها الولايات المتحدة ثم باقي الدول شرقًا وغربًا. بل وأنها أتاحت إمكانية طلب زجاجة مخصصة من على موقع كوكا-كولا باسم معيّن أو شعار جامعة.

تباينت ردود الأفعال على هذه الحملة، البع